المشاركات الشائعة

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

مقال : الافتقاد




إولا : تعريف الافتقاد

هو البحث عن النفس البشرية وتقديم نعمة الله لها من خلال المحبة المتجسدة لكسب النفوس . والافتقاد وسيلة حب يعلن به الخادم عن حبه واهتمامه بالمخدوم ، كما فعل ايضا مثلنا الاعلى فى الافتقاد وهو ربنا يسوع المسيح له كل المجد فى افتقاده للبشرية من تجسده وتأنسه ولا ننسى أفتقاد الله لشعبه فى العهد القديم بظهوراته على شكل انسان لأبونا ابراهيم وبشره بأسحق ويعقوب ابو الأباء وصارعه الليل كله وظهوره على شكل ملاك الرب لجدعون ومنوح ويشوع وغيرهم من انبياء وقضاه وملوك شعب اسرائيل وكان ظهوره له هذف واضح وهو الخلاص سواء من الخطية أو العبودية أو الاضطهادات التى تصيب اولاده مثل الفتية الثلاثة عندما ظهر لهم فى اتون النار ورائهم الملك والجنود أنهم صارو أربعة والرابع شبيه بأبن الآله فالكتاب المقدس ملىء بالأحداث التى تشهد بأفتقاد الله للبشرية وعبر عنها القديس بولس الرسول فى بداية رسالته الى العبرانيين

" الهل بعدما كلم الآباء بالانبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الايام الاخيرة فى ابنه الذى جعله وارثا لكل شىء الذى به ايضا عمل العالمين "( عب 1 : 1- 2 )


السيد المسيح له المجد فى تجسده افتقدنا فنجده يشاركنا فى

-المناسبات المفرحة مثل عرس قانا الجليل

-والمناسبات المحزنة عند موت لعازر الذى قام من الاموات فى اليوم الرابع له

-نجد رعاية وأفتقاد السيد المسيح لتلاميذه الاثنى عشر من خلال مواقع عملهم بطرس واندراوس ويوحنا ويعقوب قال لهم هلم ورائى

-القديس متى عند الجباية قال له اتبعنى .

-القديس فيلبس افتقده المسيح فافتقد له نثنائيل فصار تلميذا للرب يسوع عندما اعلن له عن شىء لا احد يعرفه غيره وهو أن يسوع يعرف نثنائيل منذ ولادته عندما قال له (وانت تحت التينة رأيتك ) فأعلن ايمانه بالرب يسوع .

-وأيضا أفتقد السيد المسيح كل فئات الشعب أفتقد رؤساء المهنة وجلس معهم فى الهيكل وهو ابن أثنى عشر سنة بالجسد وأفتقد الشعب عندما أجتمع معهم فى المجمع وأوضح أن كل ماهو مكتوب بأشعياء النبى قد تم فى شخصه الحبيب وقد افتقد المسيح ايضا كل الخطاه والعشارين وأسترك معهم فى الولائم والزيارات التى تهدف الى خلاصهم مثل ذكا العشار عندما قال (اليوم حصل خلاص لأهل هذا البيت ) وعندما صحح لكل المجربين عن كيفية جلوسه ومشاركته للخطاه والعشارين ( ان الاصحاء لا يحتاجون الى طبيب بل المرضى هم المحتاجون الى طبيب ).



وصار منهج الافتقاد للفقراء والاغنياء الاصحاء واصحاب المرض واصحاب القلوب الحجرية والقلوب الشاكية والقلوب الصالحة ولا ننسى افتقاد السيد المسيح وهو على الصليب فى عنق الالام وفى عز اتوائه لكأس الموت قد افتقد امه الهذراء مريم وأوصى تلميذه الحبيب أن تكون أمه وان يكون هو ابنها وأفتقد الرب يسوع صاليبه قائلا :

"يا ابتاه اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون " (لو 23 : 34 )



وبعد موت الصليب وقيامة السيد من بين الاموات لم ينتهى الأمر بل افتقد الرب يسوع كل المؤمنون فى العليه " 120 نفس " وقيل انه ظهر لخمسمائة اخ .

وعند صعوده الى السموات قال لهم الملاك . ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء ان يسوع هذا الذى ارتفع عنكم الى السماء سيأتى عكذا كما رأيتموه منطلقا الى السماء (اع 1 : 10 – 11)

ونحن ننتظر الافتقاد الثانى والاخير الذى نسمع فيه " تعالوا يا مباركى ابى رثوا الملك المعد لكم من قبل تأسيس العالم"

فصار للافتقاد أهمية كثيرة فى حياتنا كرعاة وخدام قد ائتمنا االسيد المسيح على رعيته كما قال القديس بولس الرسول :

" لنرجع ونفتقد اخوتنا فى كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف هم " ( اع 15 : 36 )

**************

ثانيا : أهمية وضرورة الافتقاد



احترزوا لأنفسكم ولجميع الرعية التى اقامكم الروح القدس فيها لترعوا كنيسة الله التى اقتناها بدمه

لابد ان يكون فى ذهن الخادم بالكنيسة ان كل نفس بشرية هى ثمينة جدا عند الرب يسوع الذى اشتراها بدمه الغالى وعلينا كخدام امناء ان لا نفرط فى هذه النفس لقد رأينا السيد المسيح مرارا وتكرارا يكلمنا بأمثال وأعطى لنا ثلاثة صور من الافتقاد وهم .



أولا – الابن الضال ( لو 11 )



خرج من حضن المسيح ومن حضن بيته التى هى الكنيسة وتمتع بكل متع العالم وعندما جاع وعطش اشتاق بداخله أن يأكل ويشرب فى بيت ابيه ويعيش كأجير وليس من حقه ان يهود ابنا مرة ثانيا ولكن مع كل هذا اكتشف الأنسان الضال عكس ما كان يريد بل وعاد كل شىء كما كان وكأنه لم يحدث اى شىء رأآ الاحضان الابوية مفتوحة والبيت بابه مفتوح وصارت أفراح لكن من فى البيت ولبس الحلة ووضع خاتما فى يديه وذبح له العجل المثمن ورغم شكوة الاخرين ضد الانسان الذى عاد الى المسيح يقول لنا الب يسوع ( ان هذا الانسان كان ضالا فوجد وكان ميتا فعاش ) .

كل انسان تفتقده وتساعده فى الرجوع الى الله والكنيسة والى شركة وافراح القديسين انت تقيم ميت لأن كل انسان ابتعد عن الله والكنيسة صار ميت والله يريد خداما تشترك معه فى اقامة هذا الميت بالدموع والافتقاد الذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة .

فنحن شركاء الله فى العمل والخدمة والرعاية والافتقاد من اجل هذه النفس الثمينة عند الله



ثانيا : الخروف الضال (متى 18 )



كثرون من الخدام عندما يجد ان المخدومين قل عددهم ينزعج ويبدأ ينظم حملة أفتقاد ليرجع العدد كما هو لأن من علامات نجاح الخادم هو وجود كل المخدومين بالخدمة والكنيسة ولكن عندما لم يحضر شخص واحد للخدمة لا ينزعج ولا يفكر فى البحث هنع او افتقاده لأنه شخص واحد لأنه فى عين نفسه لازال العدد كثير الخراف كثيرة ولكن تعالوا نتطلع الى جمال مثل الخروف الضال كيف ان الراعى بعد ان تمم على خرافه ووجد واحد ضال ضاقت نفسه وذهب يبحث عن ذلك الحمل الصغير ورغم تعرض الراعى الى قطع مسافات طويلة وغرس قدميه فى الاوزار وعلى الاشواك فرأى من بعيد ابنه الضال وناداه فاستمع له الخروف وهو يبكى نادما انه ضل الطريق ولا يعرف كيف يعود الى الراعى والحظيرة وكيف سيفلت من الوحوش التى احاطت به بسبب ارتداده عن المسيح الهه فاكمل الراعى الطريق ولم يفكر فى الرجوع الى الوراء بسبب صعوبة الوصول وكيفية التخلص والتعامل مع هذه الوحوش التى اصطحبت ذلك الخروف وكيف يخطف ابنه من يد الاسد لذلك يحذرنا الكتاب المقدس

" ان ابليس خصمكم كأسد زائر يلتمس من يبتلعه "

فليحذر المخدوم من ضلالة الطريق وأن لا يترك الراعى خروفه يضل بل يسرع اليه ويرجعه ويبدأ الراعى أن يتخلص من كل الوحوش والصعاب التى قابلته من اجل خلاص هذه النفس البشرية .

من اهمية الافتقاد ان نتابع اولادنا باستمرار من جهة حضورهم ومشاكلهم واحتياجتهم الروحية والمادية والاجتماعية وايضا الصحية قد يشعر الانسان وهو داخل الكنيسة بالغربة لأنه لا يوجد الخادم الذى يسأل عنه او يشجعه او يسمع له فيخرج بل يرجع الى العالم وشهواته وعندما تتصادف الايام ونجد هذا الانسان فى عمق الخطية نقول مش ده فلان اللى كان دايما بيجى الكنيسة ازاى بقه عايش فى الخطية ده اكيد الشيطان عرف يضحك عليه اكيد نفس هذا الانسان ضعيفة علشان كده أنزلقت وراء الشهوات .



ثالثا : الدرهم المفقود



من اهمية الافتقاد أيضا اننا لا نكتفى بمن هم خارج الكنيسة بل علينا أن نهتم بمن هم داخل الكنيسة من خلال افتقادنا بالكلمة الحية اى كلمة الله لأن الدرهم المفقود فقد داخل البيت وليس خارجه ومع ذلك اهتمت المرأة بالبحث وأنارة السراج وكنس التراب حتى وجدت هذا الدرهم المفقود يجب علينا أن نرعى من هم معنا كل يوم داخل الكنيسة .

ايها الخدام تكلموا داخل الكنيسة بكلمة اله لتنير للناس فتجدهم دائما وأطرد كل فكر شيطانى يسكن فى عقولهم وكن مجتهدا فى عودته الى صفوف المؤمنين بالايمان الحقيقى السليم المستقيم فالدرهم يشير الى الانسان والصورة الموضوعه هى صورة الله الذى اشتراه بدمه .

" قد اشتريتم بثمن " (1 كو 6 : 20 )

فعندما خلق الله الانسان خلقه على صورته وعلى مثاله " نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا " فخلق الله الانسان على صورته ندرك فى هذا الامر ان الانسان سواء كان موجودا أو مفقودا لا يفقد صورته ولا قيمته لأن صورة الملك عليه .

صحيح فهو فقد وضل بفكر غريب داخل الكنيسة ولكن يمكن اعادته مره اخرى الى الفكر الصحيح دون ان يفقد صورته كأبن لله .

تلك المرأة تشير الى الكنيسة لم تهمل الدرهم الواحد بين عشرة دراهم كيف ظلت تبحث عنه حتى وجدته لأنها المؤتمنه على خلاص النفوس ماذا نقول اذا جاء اليها صاحب البيت وسالما عن الامانة هل تقول له قد حفظت على 9 دراهم وقد فقد واحد داخل البيت فيقول لها . لماذا تبحثى عنه مدام هو فى البيت اذا وقع فى الخلاء فالامر لا يعنى ولكن العجيب انه يضل داخل الكنيسة .



خادم الافتقاد يحتاج الى :



1 – صلاة من اجل المفقود .

2 – غيرته على خلاصه وايجاده

3 – ان وجده يفرح به ويفرح الكل معه وخصوصا السماء والقديسين , لأم السماء تفرح بخاطى واحد يطوب اكثر من 99 بارا لا يحتاجون الى توبة

4 – مشاركة وطلب شفاعة القديسين .

5 – الشعور بقيمة هذا المفقود .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق